صيام القضاء هل يجوز قطعه..تفصيل الأحكام والمواقف

مع حلول شهر رمضان المبارك، يزداد اهتمام المسلمين بمسائل الصيام، بما في ذلك أحكام قضاء الأيام التي فاتتهم في رمضان لأسباب شرعية. ومن بين تلك الأحكام، يبرز سؤالٌ هامٌ: هل يجوز قطع صيام القضاء؟

الجواب:

أصلًا، فإنّ قطع صيام القضاء من غير عذر شرعي لا يجوز، وذلك لأنّ قضاء رمضان واجبٌ شرعيٌّ يجب على المسلم أداؤه، وتُعدّ النية شرطًا أساسيًا لصحة الصيام، فمن نوى الصيام ثمّ أفطر دون عذرٍ شرعيٍّ فقد فسد صيامه.

الأدلة الشرعية:

• قول الله تعالى: “وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ” (سورة محمد: 31).
• حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام نهارًا تطوعًا لم يُقضَ منه شيء فله أجرٌ من الله عز وجلّ، ولا يُجزئ عنه قضاءً” (رواه النسائي).

الاستثناءات:

يُجوز قطع صيام القضاء في حالاتٍ محددةٍ، تشمل:

• المرض: إذا مرض الشخص أثناء صيام القضاء ولم يتمكن من إكماله، جاز له الإفطار، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره.
• السفر: إذا سافر الشخص أثناء صيام القضاء، جاز له الإفطار، وعليه قضاء اليوم الذي أفطره.
• الحمل والرضاعة: يجوز للمرأة الحامل والمرضعة الإفطار في صيام القضاء، وعليها قضاء الأيام التي أفطرتها.
• العجز: إذا عجز الشخص عن إكمال صيام القضاء بسبب الكبر أو الضعف، جاز له الإفطار، وعليه الفدية.
• النسيان: إذا نسي الشخص أنه صائمٌ في صيام القضاء، جاز له الإفطار، ولا شيء عليه.

أهمية إتمام صيام القضاء:

• قضاء الدين: يُعدّ صيام القضاء قضاءً للدين الواجب على المسلم، فمن يفطر في رمضان لأيّ سببٍ من الأسباب وجب عليه قضاء ذلك اليوم.
• الأجر والثواب: يُثيب الله تعالى عباده على صيام القضاء، فمن صام قضاءً لله تعالى نال أجرًا عظيمًا وثوابًا جزيلًا.
• تطهير النفس: يُساعد صيام القضاء على تطهير النفس من الذنوب والمعاصي، وتقوية الإيمان، وتربية النفس على الصبر والجلد.

وأخيرًا، فإنّ صيام القضاء واجبٌ شرعيٌّ يجب على المسلم أداؤه، ويُسَنّ له عدم قطعه إلاّ في حالاتٍ محددةٍ شرعيًا. وإنّ إتمام صيام القضاء يُعدّ من الأعمال الصالحة التي تُكسب المسلم الأجر والثواب، وتُطهر نفسه من الذنوب والمعاصي.