أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2024/2025 تم وضعها في ظل ظروف استثنائية، مشيرة إلى التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. جاء ذلك خلال مداخلة لها في برنامج “كل الزوايا”، المذاع على قناة ON، حيث قالت: “العالم كله خرج من جائحة كوفيد، ودخل على الحرب الروسية، ثم أزمة الحرب على غزة، وكان من المهم جدًا مراعاة كل هذه العوامل أثناء وضع خطة عام 2024/2025”.
مراعاة التحديات العالمية
أوضحت السعيد أن هذه التحديات العالمية، التي تشمل آثار الجائحة وتداعيات الحرب الروسية والأزمة في غزة، فرضت ضغوطًا كبيرة على عملية التخطيط. وأكدت أن الوزارة أخذت في اعتبارها هذه العوامل عند صياغة الخطة الجديدة، بهدف تحقيق التوازن بين الاستجابة للتحديات الفورية ووضع أسس للتنمية المستدامة على المدى الطويل.
تركيز على التنمية البشرية
أشارت وزيرة التخطيط إلى أن خطة 2024/2025 تركز بشكل كبير على مشروعات التنمية البشرية، خاصة في مجالي الصحة والتعليم. وأكدت أن الصحة والتعليم يعتبران من الاستحقاقات الأساسية في رؤية مصر 2030، حيث تشكلان ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي. وذكرت السعيد أن الاستثمارات المطلوبة لهذه المشروعات قد تم تدبيرها، بما يضمن تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين وتحسين جودة حياتهم.
استثمارات ذكية وتوجيه الإمكانيات
أوضحت الدكتورة هالة السعيد أن الخطة الجديدة تشمل توجيه الإمكانيات نحو المشروعات التي قاربت على الانتهاء، لضمان أن يشعر المواطن بالعائد الفعلي من هذه المشروعات في أقرب وقت ممكن. وتعتبر هذه الاستراتيجية جزءًا من جهود الحكومة لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة وتحقيق تأثير إيجابي ملموس على حياة المواطنين.
رؤية مصر 2030
تأتي خطة 2024/2025 كجزء من رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في جميع المجالات. وتركز هذه الرؤية على تعزيز البنية التحتية، وتحسين الخدمات العامة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وذلك ضمن إطار شامل يهدف إلى تحويل مصر إلى دولة حديثة ومتقدمة.
التحديات والفرص
أوضحت الوزيرة أن التحديات الحالية، رغم صعوبتها، تتيح أيضًا فرصًا فريدة لتعزيز التعاون الدولي وتحفيز الابتكار. وأكدت أن مصر تعمل على تعزيز شراكاتها الدولية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية لدعم مشروعات التنمية الوطنية. كما تسعى الحكومة إلى تعزيز القدرات الوطنية في مواجهة الأزمات، من خلال تبني سياسات مرنة وفعالة.
مشروعات الصحة والتعليم
أبرزت السعيد أن مشروعات الصحة والتعليم تحتل مكانة مميزة في خطة 2024/2025، مشيرة إلى أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا لتحسين الخدمات الصحية وتطوير البنية التحتية التعليمية. وتهدف هذه الجهود إلى توفير بيئة تعليمية متكاملة وصحية تدعم النمو الاقتصادي وتحقق رفاهية المجتمع.
تطلعات مستقبلية
أكدت وزيرة التخطيط أن الحكومة المصرية ملتزمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعمل بشكل جاد على تنفيذ خططها الطموحة. وأعربت عن تفاؤلها بأن الخطة الجديدة ستساهم في تحقيق تقدم كبير على مختلف الأصعدة، وستعزز من مكانة مصر على الساحة الدولية كدولة رائدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
خاتمة
في الختام، تعكس خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2024/2025 التزام الحكومة المصرية بمواجهة التحديات الإقليمية والدولية برؤية طموحة ومستقبلية. ومن خلال التركيز على مشروعات التنمية البشرية والاستثمارات الذكية، تسعى مصر إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتحسين جودة حياة مواطنيها، مستندة إلى رؤية مصر 2030 كإطار استراتيجي لتحقيق هذا الهدف.