الرفاعي عيد يكتب: هل يستعيد «الأزهري» دور الأوقاف
في ظل التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية في مصر، تأتي أولُا ومنطقًا وزارة الأوقاف في قلب معركة استعادة دورها الحيوي في المجتمع.. ومن باب اللزوم تبرز أهمية الحديث عن شخصيات مثل الدكتور أسامة الأزهري، الذي يمتلك رؤية دينية مستنيرة وتاريخًا حافلاً بالعمل الدعوي والإرشادي لا يخفى على متابع.
أسامة الأزهري ليس مجرد داعية ديني؛ بل هو رمز للعلم والاعتدال في الفكر الديني، فخطاباته وتحليلاته تعكسان عمقًا فكريًا وتوجهًا يتجنب التطرف، وهو ما تحتاجه مصر بشكل عام، والأوقاف بشكل خاص في هذه الفترة، فالمؤسسات الدينية في مصر عانت كثيرًا من موجات التطرف الفكري والديني، الامر الذي يستلزم إحداث تحولات جذرية تعيد للمؤسسات الدينية دورها الريادي.
والأزهري، باعتباره مستشارًا دينيًا لرئيس الجمهورية وأحد علماء الأزهر، يمثل نقطة التقاء غاية في الأهمية ما بين الدين والسياسة، وقدرة على صياغة خطاب يتناسب مع تطلعات المجتمع الذي يموج في صراعات التطور كل يوم.
اما عن المسئولية الجسيمة في وزارة الأوقاف فهي تواجه منذ سنوات عدة تحديات على مستوى الإدارة، والمجتمع، والخطاب الديني.. وعلى الرغم من الجهود المستمرة في تحديث الخطاب الديني ومحاربة الفكر المتطرف، إلا أن الوزارة بحاجة إلى رؤية جديدة وقيادة قادرة على توجيه الدفة نحو مسار جديد يعيد لها ثقة المجتمع.
ولعل من بين هذه التحديات هو إعادة النظر في دور المساجد والمنابر كمراكز لتوعية المجتمع، وعدم الاكتفاء بالدور التقليدي في تأدية الشعائر.. المجتمع المصري اليوم بحاجة إلى خطاب ديني يتناول قضاياه الحياتية، ويمده بالأدوات الفكرية التي تعزز من تماسكه الاجتماعي.. بعيدًا عن التعصب والفئوية والمحاباة أحيانًا.
وهنا يأتي السؤال المنطقي الأول هل الأزهري هو الحل؟ اتصور أن وجود شخصية مثل الدكتور أسامة الأزهري على رأس وزارة الأوقاف يمكن أن يمثل نقلة نوعية في دور الوزارة.. فالرجل يمتلك القدرة على تطوير خطاب ديني يتناسب مع التغيرات الاجتماعية والسياسية، ناهيك عن قدرته على المزج بين الدين والعلم، وبين الأصالة والمعاصرة، كل ذلك وغيره يؤهله لتقديم رؤية شاملة تعيد لوزارة الأوقاف مكانتها ودورها في بناء المجتمع.
وهنا يحين دور السؤال الثاني.. هل يستطيع الأزهري العمل ضمن التحديات الإدارية والسياسية التي تواجهها وزارة الأوقاف؟ وهل لديه الصلاحيات الكافية لإحداث التغيير الذي ينشده؟
وبعيدًا عن التكهنات فإن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى مزيد من الوقت الذي يحتاجه الرجل، خاصة وأنه لم يصدر أي وعود وردية بل قال في لقاءه برؤساء تحرير الصحف، أن هناك ملفات داخل الوزارة تستدعي أحيانا النحت والحفر في الصخر.
سنقول أن الهدف من وراء استدعاء الأزهري هو استعادة وزارة الأوقاف لدورها القيادي في المجتمع، وقد يكون الرجل هو الأمل في تحقيق هذا التغيير.. ومع ذلك، فإن الأمر يعتمد على تعاون كافة الأطراف داخل الوزارة وخارجها، من أجل تحقيق هذه الرؤية الطموحة التي نحلم في تحقيقها.