"فوه" تصل للعالمية بصناعة السجاد والكليم عبر 212 سنة بكفر الشيخ.. صور

يوجد بمحافظة كفر الشيخ العديد من القرى والمدن التي تتخصص في مهنة تراثية، وستظل شهرة مدينة فوه مستمرة، حيث توارث أهلها مهنة السجاد والكليم، التي توارثتها العائلات منذ مئات السنين، وشهدت الأسواق الأوروبية تصدير هذه المنتجات، ويعمل بها 3 آلاف عامل وصانع كليم، وهناك جمعيات تهتم بهذه الصناعة وتتميز بإنتاج السجاد والموكيت الذي يعبر عن الحضارات المختلفة والمهن التي توارثها الأبناء..

اهتمام الدولة بالحفاظ على المهنة التقليدية

وبدأت الدولة تهتم بهذه الصناعة، حتى لا تنقرض، حيث ترك عدد من ذوي الخبرة فيها هذه المهنة، بسبب عدم تسويق المنتجات، واتجهوا إلى ممارسة مهن أخرى، لكن ما تقوم به المحافظة بتوجيهات اللواء دكتور علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ، لتدريب الشباب والشابات على هذه المهنة، وفتح آفاق جديدة للتسويق، أعادها للحياة من جديد، ونظمت دورات تدريبية للشباب والشابات لتعلم المهنة، سواء ما تقوم به مديرية الشباب والرياضة، أو من خلال مدرسة النسيج بفوه.

وكشفت إحصائية رسمية صادرة عن محافظة كفر الشيخ، أن عدد الأنوال بمركز فوه يبلغ 3 آلاف نول، تستخدم في صناعة الدوبل الملون والدبل الطبيعي والقطن والكتان والخيش والشانيل والقطيفة والجوبلان، كما كشف التقرير أن هذه المهنة كانت تعتمد على الشباب وكبار السن دون عمل السيدات، ولكن منذ 15 عامًا بدأت الفتيات والسيدات في ممارسة هذه المهنة.

تمكنت محافظة كفر الشيخ من شراء 1121 كليم صوف من مصنعي السجاد بفوه، دعماً لصناعة الكليم بفوه، والتي تعد من أشهر الصناعات في مصر والشرق الأوسط، نظراً للدقة والمهارة العالية لدى المصنعين، واستخدام هذه المنتجات عالية التصنيع، والتي تحظى بتقدير عالمي من كافة الأطراف، في تأثيث المسكن لكافة المصريين في مختلف محافظات مصر.

تاريخ المهنة

بدأ انتشار التعلم وانتشار مهنة السجاد بين أهل فوه سنة 1812م، وبدأت المهنة تنتشر في عهد محمد علي الذي أنشأ مصنعاً للطرابيش ومصنعين للغزل، وتوافد الأوروبيون لشراء السجاد والجوبلان والكليم اليدوي من فوه ابتداءً من القرن التاسع عشر، وتم تجهيز مساجد مصر بسجاد فوه في عهد محمد علي باشا وأيام الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وحافظ أهل فوه على هذه المهنة حتى الآن منذ 212 عاماً.

شهرة سجاد فوه في العالم

تميزت فوة بنشاطها الحرفي والصناعي، ولها شهرة كبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان والتول، وهي صناعات رائجة ومطلوبة في أمريكا ودول غرب أوروبا. وقد أدى موقع مدينة فوة المتميز على طريق رئيسي يربط دسوق بمطوبس في موقع مركزي مقابل مدينة المحمودية (البحيرة) على الجانب الآخر من فرع رشيد إلى ازدهار التجارة في المدينة وتميز العلاقات مع المراكز والمدن المجاورة.

كان إنشاء مصنع غزل فوه عاملاً رئيسياً في انتشار صناعة اللباد والكليم في فوه، فنجد أهل فوه يتدربون على الأنوال ويصنعون الكليم والسجاد وغير ذلك، وكانت في فوه قاعات مخصصة لصناعة الكليم، بعضها يعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي، ويخصص أغلب أهل فوه الطابق الأول من منازلهم لأنوال نسج الكليم يدوياً.

مميزات سجاد فوه

وتتميز الجوبلان والسجاد والكليم بالنقوش المحفورة على المنتجات المستمدة من واقع الطبيعة والبيئة الريفية، بما في ذلك الطيور والعصافير والأراضي الزراعية والخيول والرسوم التاريخية والأهرامات وأبو الهول، وكذلك الرسوم الإسلامية كالمساجد، أو الآيات القرآنية، وحياة العرب في الصحراء، وحياة الفلاح المصري. ولإحياء هذه المهنة، يتم تدريب عدد من الشباب لتعلم المهنة من كبار الحرفيين الذين عملوا فيها لأكثر من 55 عامًا، ووضع بروتوكولات لتحل محلها السجادة، بالإضافة إلى توزيع أنوال على عدد من الشباب والفتيات.

مصنع تعليمي لصناعة السجاد الآلي بكلية التربية النوعية

أخذت جامعة كفر الشيخ على عاتقها الحفاظ على هذه المهنة بإنشاء مصنع تعليمي لصناعة السجاد لإنتاج السجاد النصف آلي، فهو نسيج مهم لا يمكن الاستغناء عنه، لما له من دور أساسي في خلق التناغم واللون والتناسق الشكلي في تأثيث أي مكان، والسجاد النصف آلي فن يحتاج إلى مستوى عالي من المهارة لصنع قطع السجاد، لإضفاء لمسة من الجمال والعراقة والتميز على المنازل المعاصرة، لذلك تم تدريب طلاب وطالبات الكلية على صناعته، وفتحت أبواب جديدة لسوق العمل لهؤلاء الطلاب بعد تخرجهم، من خلال تبني مشاريع تدر ربحًا كبيرًا لهم.

مدرسة فووا للنسيج

مدرسة فوه الثانوية الصناعية النسيجية، على مساحة 3200 متر، بتكلفة 11 مليونًا و600 ألف جنيه، تضم 15 فصلًا دراسيًا، ومدة إنشائها 13 شهرًا، تابعة لإدارة فوه التعليمية، ضمن مدارس التعليم الفني التابعة لمديرية كفر الشيخ التعليمية، وتضم المدرسة ورشًا عملية للملابس الجاهزة والحرف اليدوية الصوفية ومخزنًا عموميًا و15 فصلًا تعليميًا ومعلمات علوم وحاسب آلي وقاعة متعددة الأغراض وصالة رسم ومكتبة مدرسية ومكاتب إدارية، ويتم تدريب الطالبات على هذه المهنة سواء بالمدرسة أو في ورش تابعة للأهالي لتوفير فرص عمل لهن.

الشغف بصناعة السجاد وتوارثه الأجيال

تعدد الأشكال شبه التلقائي

جزء من صناعة الملابس في المدرسة

الحب الكبير بين الحرفيين ومهنة نسج السجاد

حلاوة اليد العاملة في مدرسة فووا الثانوية للنسيج

طلاب المدرسة الثانوية الصناعية النسيجية

فرحة الطلاب بصناعة السجادة

فن صناعة السجاد في المدرسة الثانوية الصناعية النسيجية