حمار عم حسن: وزير التموين

قديمًا في حارتنا، كانت هناك شخصية مشهورة أكثر من شيخ الحي، وأذكى من بعض البشر الذين ينسون أين وضعوا مفاتيحهم وهم ممسكون بها! إنه ليس رجل أعمال، وليس مخترعًا عبقريًا، بل هو “حمار” بكل فخر واعتزاز… نعم، حمار عم حسن، ذلك الكائن الأسطوري الذي يحمل على ظهره اللبن الطازج كل صباح يجوب شوارع الحي وكأنه خريطة جوجل ولكن بإصدار أكثر وفاءً وأقل استهلاكًا للبطارية!
مع وجود حمار عم حسن لا تحتاج أن تنادي على عم حسن، أو حتى ترسل له رسالة على واتساب، فحمارُه الموقر يعرف كل زبائنه بالاسم والعنوان وحتى مواعيد استيقاظهم! يسير في شوارع الحي بثقة، يقف عند كل باب دون الحاجة إلى خرائط أو تطبيقات، وإن تأخر أحد الزبائن في الخروج، يرفعه الحمار بجملة صامتة من عينيه، وكأنه يعاتبه: “عزيزي، لقد تأخرت! رجاءً احترم جدولي المزدحم!
يقولون أن الحمار رمزًا للغباء، لكن هذه القاعدة لا تنطبق على حمار العم حسن! ففي أحد الأيام، وقعت مشادة كبيرة بين أحد الزبائن وعم حسن وعلا صوتهما وانفعل عم حسن بشكل لم يحدث من قبل.. ويبدو ان الحمار أحس بضيق يختلج صدر صاحبه! وحدث مالم يكن في الحسبان، وهو أن الحمار أضرب عن التوقف عند منزل الرجل الذي ضايق العم حسن!
أقسام تهمك:
- عيادات المفيد ..للحصول على معلومات صحية موثوقة
- سيارات المفيد.. تحديث على مدار الساعة في عالم السيارات
- أخبار الاقتصاد والبنوك وعالم المال والأعمال..لا تفوته
- الإسلام المفيد .. للفتاوى والقضايا الشائكة ..هام
مع ظهور التوصيل السريع والتطبيقات الذكية، كان من المتوقع أن يصبح حمار عم حسن مجرد ذكرى جميلة، لكن العكس تمامًا حدث! فالناس يثقون بحمار عم حسن أكثر من عمال التوصيل الذين قد يضيعون في الشوارع أو يصلون الطلبات في أوقات متأخرة!
يقولون إن الإنسان أذكى الكائنات، ولكن أمام ذكاء حمار عم حسن، قد نحتاج لإعادة النظر! فهو يعرف طريقه، يحفظ المواعيد، يحدد الأولويات، ويعاقب من يضايق صاحبه باختصار، إنه نظام إدارة متكامل يسير على أربع! فهل يستحق لقب “وزير التموين”؟ أم أن عم حسن نفسه مجرد مساعد لحمار أكثر كفاءة؟!
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .