فى عيد الشرطة 73.. "عمر منازع" شهيد الواجب على أرض الفيروز وبطل الحياة

الشهيد أمين الشرطة لم يكن خلافا، مجرد شاب عادي؛ بل كان بطلاً في قلبه منذ طفولته المبكرة، محبوباً من الجميع، يحمل في عينيه شجاعة تجسد معاني التضحية، وكان دائماً في الصفوف الأمامية لمواجهة الأعداء.

كان يعمل بقطاع الحماية المدنية بمديرية أمن سوهاج، ثم تم انتدابه إلى شمال سيناء، حيث انضم إلى كتيبة الأبطال التي تدافع عن الأرض والعرض، ويواجهون الإرهاب ببسالة.

وقبل استشهاده كان عمر يتحدث عن زملائه الذين سبقوه إلى الجنة، مؤكدا أن دماءهم لن تذهب هباء، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون ممن سيلحق بهم، وينال شرف الشهادة.

في تلك الأرض الطاهرة، حيث تتصادم الأرواح مع القدر، قدم عمر روحه مقابل الوطن، لينتقل من دنيانا إلى مقعد الإخلاص لمالك مقتدر، ويصبح مثالا حيا للبطولة والتضحية.

وكانت جنازته مهيبة، إذ ودع أهالي قريته “شطورة” بشمال سوهاج صفحة البطل الهادئ البسيط المحب، الذي كان محبوبا من كل من حوله، صاحب حمرة، ونقاء. الروح، والخدمة الدائمة للآخرين، دون أن ينتظر يومًا أن يُدرج اسمه في قوائم الشرف.

واليوم لا تزال ذكراه حية في قلوب الجميع، فبينما رحل عن الدنيا ظلت روح عمر محل نزاع في سماء الوطن، وتبقى في الذاكرة بطلا يجسد الوفاء والشجاعة التي لا تموت.

وفي 25 يناير من كل عام تتجدد الذكريات، وتترقق القلوب بذكرى الملحمة الإسماعيلية التي كتب فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يوم وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كالجبال، لا تخدعهم طلقة، مسلحين بعزم لا يزعزع وإيمان لا يهزه وطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة في تاريخ مصر، شاهدا على ذلك كرامة هذا الشعب لا تمس.

نحتفل اليوم بالذكرى الـ 73 لعيد الشرطة، نستذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليبقى الوطن كل الروح الطاهرة للدماء الشريفة في معركة الكرامة.

رسالتنا إلى أرواح الشهداء، إنكم تشدون في قلب هذا الوطن، وأيامكم الطاهرة منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة، يا من رحلت ولكنك لم تترك فراغا، بل زرعتم القوة والإصرار لنواصل مسيرتكم بكل فخر.

نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، ونرفع علم الوطن عالياً بفضل حمايتكم، وسنواصل العمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.

كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة سقطوا في ميادين الحق والعدالة، أنتم الأبطال الذين جلبوا ظلام الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمن ذكراكم. ستبقى حية في قلوبنا، نحن أمة لا تنسى أبطالها، وتبقى أرواحكم حاضرة فينا، ذكرونا دائما أن الوطن غالي وأنه يستحق أن نضحي من أجله.